الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بقلم المنصف بن مراد: هذا ما رواه لي شاب فقد شغله بعد عملية سوسة الإرهابية

نشر في  26 جويلية 2015  (20:19)

خلال الأسبوع الفارط تجاذبت أطراف الحديث في الحمامات الجنوبيّة مع شابّ في الثلاثين من عمره كان يعمل حارسا بحريا لسوّاح جاؤوا الى بلادنا للتمتّع بشمسها وبمياه المتوسّط.. هذا الحارس فقد شغله بعد العملية الارهابيّة لأنّ النزل أغلق أبوابه.. هو يعمل منذ عشر سنوات من ماي الى اكتوبر ويجني خلال  الموسم الواحد 3000 دينار مما يسمح له بالانفاق على نفسه خلال أشهر البطالة، وفضلا عن ذلك فهو يقيم مع عائلته. قال لي بالحرف الواحد:«ما كنت أعيش في الفقر وها أنّي اليوم اصبحت أعيش في جهنّم، علما ان عددا هامّا من أصدقائي حائرون وخائفون وهم ـ أحيانا ـ يعيلون أسرا».

تمعّنت في حديثه بعد ان افترقنا وقلت في نفسي: انّ عشرات الآلاف فقدوا مورد رزقهم في هذه الصائفة في حين انّ هناك ما بين 200.000 و300.000 شخص سيجدون أنفسهم في حالات صعبة جدا بعد المشاكل التي عرفها القطاع السياحي.. ففي نزل كثيرة محلات لبيع التحف مكتراه بين 60 أو 100 ألف دينار في السنة وهذه المحلات تقتني البضائع بالصّكوك المؤجّلة الدّفع، فما هو مصيرها بعد ان أغلقت النزل أو تبخّر الزبائن؟ وهنالك من اشترى جملين ولم يسدد ثمنهما وهنالك من أغلق مطعمه و دكانه لأن السواح اصبحوا بضاعة شبه نادرة وهناك اصحاب «التاكسيات» الذين سيعجزون عن خلاص «كمبيالات» السيارة وهنالك المنظّفة في النزل التي لن تقدر على الانفاق على أبنائها لأنها فقدت جرايتها الشهرية، وهنالك المنشطون والحراس والمكلّفون بالصيانة والساهرون على الحدائق والمسبح الذين باتوا على مشارف اليأس، وكل هذا دون الحديث عن وكالات الأسفار التونسية والأطبّاء والصيادلة الذين ينتفعون من هذا القطاع.

وحسب اعتقادي فانّ العملة والعاملات الذين فقدوا موارد رزقهم هم قنابل موقوتة لأنهم مواطنون بحاجة للغذاء والكراء والدواء وكذلك الى رعاية أبنائهم فإذا لم يجدوا شيئا من المال فماذا تراهم فاعلين؟!

انّ العنف والسرقات والحركات الاجتماعية ستنتشر وربما سنشاهد جياعا يهاجمون المساحات الكبرى كما حدث في المكسيك وبعض الدول الأخرى ..وتبعا لذلك ستصبح مهمة المنظمات والأحزاب العنيفة اسهل، فهؤلاء سيقدمون بعض الأموال للجياع وسيشترون ضمائر البعض منهم واعتقادي راسخ انهم سيجندون شبابا لا يمكن تحديد عدده في حين ستتفاقم الهجرة غير الشرعية خاصة نحو أوروبا.
فعلى الحكومة ان تفكّر في تخصيص صندوق  لضمان موارد رزق لمن تضرّروا من السياحة حتى لاتحتد مشاكل بلادنا.. نعم، هناك قرارات عاجلة يجب اتخاذها وإلا........

بقلم: المنصف بن مراد